مهرجان القراءة للجميع 2007 ... بين التحول الى حملة قومية والدعاية المبالغ فيها

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 01 تشرين1/أكتوير 2007 نشر بتاريخ الأحد, 08 نيسان/أبريل 2007

تقرير من إعداد

محمود عبد الستار خليفة

شهدت دورة مهرجان القراءة للجميع لسنة 2007 تحول المهرجان إلى حملة قومية أطلق عليها "الحملة القومية للقراءة للجميع"، وتعد الدورة الحالة أكثر الدورات من حيث جذب الانتباه وذلك بسبب الاشكال المتنوعة من الدعاية المبالغ فيها.

 

بداية المشروع

مهرجان القراءة للجميع بدأت فكرته بمبادرة من السيدة سوزان مبارك وبدأ التنفيذ الفعلي له عام 1991 وكان أول احتفال تحت شعار "كتاب لكل طفل" وشارك في إعداده كل أجهزة الدولة وفي مقدمتها وزارات الإعلام والثقافة، والمجلس الأعلي للشباب والرياضة والهيئة العامة الاستعلامات.

وفي عامه الأول، قيل أن أكثر من 1400 مكتبة شاركت في المشروع وأن عدد المترددين عليها والمشاركين في المهرجان اقترب من 4 ملايين طفل وطفلة، وبدأ المشروع بمكتبة في عرب المحمدي وشعار "مكتبة للطفل" وفي العام التالي بشعار "طفل القرية" في البراجيل بالجيزة، والذي تحول إلي هدف وإستراتيجية في عام 1993.

وخلال الفترة منذ بدء المشروع إلي الآن اتخذ عدة شعارات هي: "مكتبة لكل طفل"، "مكتبة في كل مكان"، "للطفل -للشباب- للأسرة"، وكان الشعار الدائم هو "القراءة للجميع" بزعم أن المشروع يهدف إلي توفير الكتاب لكل أفراد الأسرة في مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية المتنوعة والمناطق الجغرافية المترامية، كما زعم القائمون علي المشروع، أن بين أهدافه مواجهة التيارات المتشددة بإتاحة اللقاءات مع أفكار ورموز الفكر المستنير في كافة مجالات المعرفة.

الجديد في 2007

هناك عدد من الملاحظات التي تلفت الانتباه في مهرجان هذا العام، من هذه الملاحظات؛ تختلف هذه الدورة في انها تحمل عنواناً جديداً حوّلها من مهرجان صيفي الى حملة قومية متصلة على مدار العام؛ كذلك قيام وزارة الإعلام بالدور الأكبر في المشروع بعدما كانت وزارة الثقافة هي المنوطة بهذا الدور من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب ورئيسها الكاتب الراحل سمير سرحان؛ أيضا ما يلفت الانتباه بشدة الحملة الدعائية الضخمة التي صاحبت المشروع، كذلك مشاركة القطاع الخاص بقوة في حملة 2007.

دعاية مبالغ فيهامهرجان القراءة للجميع

لعل اكثر ما يشد الانتباه في حملة الدعاية لمهرجان 2007 هو قيام سوزان مبارك شخصيا بالظهور في إعلان تليفزيوني للترويج للمهرجان، وبشكل عام شهد مهرجان 2007 أشكالا متنوعة من الدعاية، منها المرئي والمسموع والمطبوع، الا ان هذه الاشكال لم تترك في نفوس الكثيرين سوى مشاعر ملتهبة من الاستفزاز نظرا لما تضمنته تلك الدعايات.

ولنأتي الى الدعاية التليفزيونية، حيث اعد اعلان كبير شارك فيه شخصيات عامة تنتمي الى فئات مختلفة في المجتمع يدعون المواطنين الى القراءة، وهم بالطيع محسبون على النظام والحزب الوطني، وما يثير الاستفزاز هو مشاركة اشخاص لا يستحقون مجرد الظهور في اعلان ودعوتنا للقراءة، اما الاكثر استفزازا فكان وجود اسماء تعد نموذجا للفساد واسماء غير مقبولة اجتماعيا بالمرة، فأنا شخصيا لا أتخيل ان الفنانة يسرا تدعو للقراءة في حين انها صرحت من قبل بأنها تقرأ اللغة العربية بصعوبة !! او ان يطل علينا المطرب المزور تامر حسني ويدعونا للقراءة في حين انه زوّر شهادة التجنيد الخاصة به !! مزور اخر شارك في الاعلان وهو عضو مجلس الشعب د. مصطفى الفقي الذي قبل ان ينجح في مجلس الشعب بالتزوير!! كذلك يشارك في الاعلان مجموعة من لاعبي كرة القدم وهم بالطيع نحترمهم ونقدرهم في مجالهم، اما ان يدعوننا للقراءة، فعفوا لست بحاجة الى الحديث عن مستواهم العلمي والثقافي، وبالطبع لا ننسى ان نشير الى ان الاعلان ينقصه المطرب المزور الاخر هيثم شاكر كي يشارك صديقه في الاعلان كما شاركه في السجن المرفه!!

شكل آخر للدعاية وهو اللوحات الاعلانية التي التي أمطرت شوارع القاهرة، فلا يخلو كوبري في القاهرة الكبرى من لوحات الدعاية، وقد اخذت اللوحات ثلاثة احجام مختلفة كما توضح الصور، حجم صغير، وحجم كبير وحجم ضخم للغاية.مهرجان القراءة للجميع

أما اللوحات الصغيرة فموقعها على أعمدة النور بجميع كباري القاهرة، فقط هنا اشير الى ان مصر ثاني اكبر دولة في العالم من حيث عدد الكباري !!

أما اللوحات الكبيرة فموقعها في الميادين والتقاطعات الكبرى بالجيزة والقاهرة، اما اللوحات الضخمة فمكانها في جوانب العقارات الكبرى كما توضح الصورة !!

تساؤلات كثيرة وانتقادات أكثر صاحبت الحملة الدعائية، البعض يتسأل عن جدوى انفاق الملايين من الجنيهات في هذه الدعايات المطبوعة والمنتشرة في كل الشوارع، والاعلان التليفزيوني الذي يذاع في القنوات المصرية المحلة والقنوات الفضائية العربية، البعض تحدث عن مدى الفاعلية من كل هذا الانفاق في الوقت الذي يعاني فيه غالبية المصريون من ظروف اقتصادية صعبة.

ومن ناحية اخرى، اخذ البعض منحى آخر، وفسرت الدعاية المبالغ فيها على انها حملة منظمة من الحكومة في محاولة للتغطية عن الفشل والكوارث الذي تلاحق الحكومة، والتي بدأت مع الصيف بمشكلة مياه الشرب، وحوداث تعذيب الشرطة للمواطنين، مشكلة ارتفاع الاسعار مع بداية شهر رمضان.

جانبا آخر نناقش منه الموضوع، وهو ما يتعلق بمجال المكتبات والمعلومات، أعتقد اننا بحاجة دراسات تقييمية للمشروع، كما نحتاج إلى دراسات ببليومترية تمكننا من الخروج بمؤشرات كمية ونوعية حول المصادر المنشورة في المشروع.

Copyright 2011 مهرجان القراءة للجميع 2007 ... بين التحول الى حملة قومية والدعاية المبالغ فيها. All Rights Reserved.
Joomla 1.7 templates by hostgator coupon

cheap iphone 5|cheap iphone 5|cheap beats by dre|Cheap iphone 5 for sale outlet online store|Cheap iphone 5|cheap jordans free shipping|cheap uggs|Replica Louis Vuitton

Wholesale iPhone 5|cheap jordanscheap jordans
http://www.flickr.com/photos/cybrarians
Google +